قال لي صاحبي علي باهتمام وجدية: «يا أخي فضلاً وبدون أن تقاطعني أبغى أسمع رأيك في موضوع يزعجني ويتكرر كل يوم» وكأنه يقول لي: «وخالقك ما أفارقك». قلت «وما هو ذاك يا أخا العرب؟»، قال وهو يتنهد «هو كلام عن العرب يا حبيبي هو إحنا إيش عندنا غير العرب يابو عرب؟ اسمع ياسيدي، هناك أناس لا هم لهم إلا ترويج نظريتهم والإصرار عليها، كما يقول المثل الشعبي (عنزة وإن طارت) شفت هذا المثل، كيف بكل بساطة يوضح لك كيف يصل بالإنسان التشبث برأيه وإن رأى الحق عياناً بياناً؟» بالضبط هما كدا هؤلاء المتعصبون فكرياً لا يجدي معهم الإقناع ولا تفيد الأدلة. تقلهم ثور يقولوا احلبوه. وهم يناقشون لمجرد (الهيصة والزنبليطة)، الحقيقة هاتان الكلمتان قد تكونان شعبيتين وواحدة قد تكون من فلك آخر، لكن لم أجد من وصف بسيط وسريع أكثر منهما.
مهما حاولت لأن يستمعوا لوجهة نظرك انسى، ماكو تسامح فقط هم سادة الرأي والعالمون ببواطن الأمور والخفايا والأسرار. إخواننا (هادول) شغلتهم وعملتهم عندما يجتمعون كل ليلة (الحش) في عباد الله وانتقاد الجميع الصالح والطالح عندهم في ميزان واحد كل البشر سيئون وهم المطهرون ولدوا وسيدفنون بلا خطايا.
لا يتركون مجالاً إلا جابوه عرضاً وطولاً شوية سياسة على قليل من الاجتماعيات على بعض الاقتصاديات حتى بيوت الناس ما تسلم من نقدهم ولسانهم الطويل يكنس ويرش على الناس والقصير يمدح ويطبل لهم. وزد على ذلك كلام ليس على قد الكلام في الرياضة، خصوصاً أم المعارك كرة القدم وزعيق وبرطمة تنتهي بزعل، قد ينتهي بصلح بعد أن يتدخل أهل الخير.
المشكلة أن هذه الأخلاقيات تنسحب على أبنائنا الذين بخاصية الاستشعار تنتقل لهم عدوى التعصب والحش في الناس والنقد الذي على غير سنع، ما يؤدي إلى خصومات، بل وعداوات وأنت عارف أن الحقل الخصب لنشر هذه الآفة المجال الرياضي، خصوصاً وبامتياز بعض البرامج الرياضية التي تبحث عن الإثارة على حساب أخلاقياتنا وأعصابنا، المهم زودوا الصراخ والبهللة عشان يكثر المشاهدون وتزيد غلة الإعلانات، أما مصلحة المجتمع فغض الطرف عنها، لأنك من نمير، وهنا يحضرني ما قاله الشاعر الأموي الفطحل جرير هجاءً لبني نمير إثر خلاف «وتعلمون أن الشعراء يتجاوزون أحياناً وخاصة في المدح وفي الهجاء» قال جرير:
فغض الطرف إنك من نمير. فلا كعباً بلغت ولا كلابا. ولو وُضعت شيوخُ بني نمير. على الميزان ما عدلت ذبابا.
هذا ما قاله جرير أنا مالي شغل. المهم استطرد صديقي علي: «إن النقد والبحث في قضايا المجتمع شيء لابد منه، وعلامة صحية، ولكن فليكن الحوار بنَّاءً وليكن الغرض الإصلاح ولنعطِ مساحةً للرأي الآخر، ولو لم يعجبنا طالما الطرح كان عاقلاً وبأسلوب النقاش المتفق عليه». كانت هذه مثل غفوة صاحٍ أو سرحان مفكر وانتبهت منها على سؤال صاحبي، «ما أجبتني يا خويا حمزة ! ما رأيك؟». قلت «تبغى الرد المزبوط؟»، قال «أكيد» قلت «مع اللي أنا شايفه ومن سنين ونشف ريقنا ونحن نحكي عن هذه الظواهر وأذن من طين والثانية فيها عجين تبغى الكلام الذي يجمد على الشارب؟»، رد «أيوه قلت لك نعم». قلت «بيع الجمل يا علي».
مهما حاولت لأن يستمعوا لوجهة نظرك انسى، ماكو تسامح فقط هم سادة الرأي والعالمون ببواطن الأمور والخفايا والأسرار. إخواننا (هادول) شغلتهم وعملتهم عندما يجتمعون كل ليلة (الحش) في عباد الله وانتقاد الجميع الصالح والطالح عندهم في ميزان واحد كل البشر سيئون وهم المطهرون ولدوا وسيدفنون بلا خطايا.
لا يتركون مجالاً إلا جابوه عرضاً وطولاً شوية سياسة على قليل من الاجتماعيات على بعض الاقتصاديات حتى بيوت الناس ما تسلم من نقدهم ولسانهم الطويل يكنس ويرش على الناس والقصير يمدح ويطبل لهم. وزد على ذلك كلام ليس على قد الكلام في الرياضة، خصوصاً أم المعارك كرة القدم وزعيق وبرطمة تنتهي بزعل، قد ينتهي بصلح بعد أن يتدخل أهل الخير.
المشكلة أن هذه الأخلاقيات تنسحب على أبنائنا الذين بخاصية الاستشعار تنتقل لهم عدوى التعصب والحش في الناس والنقد الذي على غير سنع، ما يؤدي إلى خصومات، بل وعداوات وأنت عارف أن الحقل الخصب لنشر هذه الآفة المجال الرياضي، خصوصاً وبامتياز بعض البرامج الرياضية التي تبحث عن الإثارة على حساب أخلاقياتنا وأعصابنا، المهم زودوا الصراخ والبهللة عشان يكثر المشاهدون وتزيد غلة الإعلانات، أما مصلحة المجتمع فغض الطرف عنها، لأنك من نمير، وهنا يحضرني ما قاله الشاعر الأموي الفطحل جرير هجاءً لبني نمير إثر خلاف «وتعلمون أن الشعراء يتجاوزون أحياناً وخاصة في المدح وفي الهجاء» قال جرير:
فغض الطرف إنك من نمير. فلا كعباً بلغت ولا كلابا. ولو وُضعت شيوخُ بني نمير. على الميزان ما عدلت ذبابا.
هذا ما قاله جرير أنا مالي شغل. المهم استطرد صديقي علي: «إن النقد والبحث في قضايا المجتمع شيء لابد منه، وعلامة صحية، ولكن فليكن الحوار بنَّاءً وليكن الغرض الإصلاح ولنعطِ مساحةً للرأي الآخر، ولو لم يعجبنا طالما الطرح كان عاقلاً وبأسلوب النقاش المتفق عليه». كانت هذه مثل غفوة صاحٍ أو سرحان مفكر وانتبهت منها على سؤال صاحبي، «ما أجبتني يا خويا حمزة ! ما رأيك؟». قلت «تبغى الرد المزبوط؟»، قال «أكيد» قلت «مع اللي أنا شايفه ومن سنين ونشف ريقنا ونحن نحكي عن هذه الظواهر وأذن من طين والثانية فيها عجين تبغى الكلام الذي يجمد على الشارب؟»، رد «أيوه قلت لك نعم». قلت «بيع الجمل يا علي».